دراسة جديدة: مستخلص حمض الـ سي بي دي المستخلص من نبات القنّب قد يمنع/يحمي من العدوى بفيروس كوڤيد ١٩

بقلم كريس روبرت ١/٢١/٢٠٢٢

مهما قيل لك ومهما حاول الناس إقناعك، تدخين الحشيش لن يقيك من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. لكن إذا تم تعاطي مركب CBD من نبات القنب بالكمية والطريقة الصحيحتين، قد تنخفض أعراض المرض وقد يتم الحد من انتشار العدوى كما وجدت دراسة جديدة نُشرت هذا الأسبوع.

في بحث نشرته صحيفة العلم يتطور (Science Advances) يوم الخميس، يظهر أن الأشخاص الذين تم إعطاؤهم جرعة عالية الفعالية من مركب CBD المستخدم طبيا كانوا أقل عرضة لنقل كوڤيد-١٩.

يكتب الباحثون بقيادة أكاديميين من جامعة شيكاغو: "بحثنا يقترح أن CBD ومركّبه الأيضي 7-OH-CBD قادران على منع انتشار عدوى سارس-كوڤ-٢ في مراحل متقدمة وأحيانًا مراحل متأخرة من الإصابة." 7-OH-CBD هو مركب ينتجه الجسم بعد تحليل CBD أيضيًا.

النتائج المكتشفة هذا الخميس أتت على أعقاب بحث نُشر الأسبوع الماضي وُجد فيه أن حمض الكانيبيديولك أو ما يعرف بـ CBD-A وهو المركب السلف لـCBD، بالإضافة لأحماض قنّبية أخرى تتحول للقنّبيات المتعارف عليها إذا تم تسخينها، تمنع دخول فيروس كورونا للخلايا البشرية المعزولة.

إذا تم أخذ هذين البحثين معًا، قد يتأجج المفهوم الخاطئ بأن تدخين القنّب أو أخذ قطرات CBD من الصيدلية والتي لا تستدعي وصفة طبية يعتبر أداة ملائمة للوقاية من كوڤيد-١٩. وهذا غير صحيح.

ربما ما تعنيه هذه النتائج البحثية هو أن الأدوية والعلاجات المشتقة من القنّب قد تدعم اللقاح في الكفاح لإنهاء جائحة كوڤيد-١٩ والتي امتدت الآن لسنتين. ولكن ما لا تعنيه هذه النتائج وهو ما يشدد على فهمه الباحثون هو أن تدخين القنّب أو تعاطي قطرات CBD من على الرف لن يعالج أي منهما كوڤيد-١٩.

في مقابلة، وضّح الباحثون الأهمية المحتملة لنتائج بحوثهم بالإضافة لمحدودية هذا العمل. "ملخص هذا العمل يقول أن CBD يحمل إمكانية منع العدوى، بالذات لدى الأشخاص الملقّحين ضد الفيروس، وهو ما يعد أهم تطبيق لهذا الاكتشاف." كما أشارت مارشا روسنر أستاذة في أبحاث السرطان في جامعة شيكاغو وكاتبة أساسية في الدراسة، في مقابلة أعطتها لعمود Motherboard على مجلة VICE.

من المهم ملاحظة أن نتائج هذا البحث كما وضح الباحثون محصورة لـ CBD واشتقاقه بطريقة تخلص إلى توفير جرعة عالية من المركب. "ذهابك إلى مخبزك المحلي وشراؤك لفطيرة تحوي CBD أو حتى الحلوى المعززة به غالبًا لن يعطوك النتائج المرجوة." قالت روسنر في تصريح إخباريّ.

بالإضافة، لا يوجد أي تلميح أو تصريح في نتائج البحث تقترح أن CBD بديل للإجراءات الوقائية المتعارف عليها مثل ارتداء الكمامة أو أخذ اللقاح. بل على العكس يأمل الباحثون أن يستمر الناس بأخذ جميع الاحترازات ومن ضمنها الكمامة واللقاح.

"ما لا نريده" أضافت روسنر، "هو أن يخرج البعض ويفكر: لو قمت بتعاطي CBD الآن، لن أحتاج لأخذ اللقاح أو ارتداء الكمامة" "هذا ما لا نريد رؤيته بحق" روسنر وزملاؤها عالجوا خلايا رئة بشرية باستخدام CBD قبل أن يقوموا بنقل عدوى فيروس سارس-كوڤ-٢ لها، وتوصلوا إلى أن "CBD قلّص استنساخ الخلايا السريع بشكل فعّال في ظروف غير سامة" كما كتبوا. مضيفين أن المركبات القنّبية الأخرى ومن ضمنها THC ذا التأثير النفسي، لم يؤدوا ذات التأثير.

حيث نوّهوا "بشكل لافت للنظر، CBD هو العنصر الوحيد الفعال في هذه العملية" كيف يقتني CBD هذه الخاصية؟ "يبدو أن الحمض القنّبي CBD يقوم بتفعيل رد فعل خلوي عادة يتسبب به وجود فيروسات أو أي نوع من المُمرِضات الأخرى." قالت روسنر في مقابلة هاتفية يوم الجمعة. رد الفعل هذا يُنتج پروتينات تعرف باسم إنترفيرون. الإنترفيرون (Interferon) هي مجموعة من المواد البروتينية التي يتم إنتاجها في الخلايا البشرية ولدى الحيوانات نتيجة التعرض لتلوث فيروسي، أو كردّة فعل الجسم لوجود ورم. "ويظهر أن CBD يستحث إنتاج الإنترفيرون. وهذا هو المضاد الفيروسي الذي يحارب الفيروس" قالت روسنر.

CBD منع الفيروس من إحداث أية تغييرات على الخلايا المستضيفة المصابة بالعدوى.

لكن الخلايا تبقى خلايا، ليسوا كائنات حية. لاختبار النتائج على مخلوقات حية، شيء لم تقم به دراسة الأسبوع الماضي، تم إعطاء إناث فئران جرعتين من CBD: ٢٠ أو ٨٠ مجم لكل كيلو من وزن الجسم. هذه جرعة عالية بشكل واضح وقد تكون باهظة التكلفة. شخص يزن ١٥٠ پاوند أي ٦٨.١٨ كيلو يتوجب عليه تناول جرعة بطوليّة بقيمة ٥٤٤٠ مجم من CBD ليماثل الفأرة. بعض الشركات تبيع ١٠,٠٠٠ مجم، أو ما يقابل أقل من جرعتين، بتكلفة $٢٥٠.

على كل حال، قد يناقش البعض أن صرف هذه الكمية من المال والـCBD أمر مستحَق وجيّد.

وفق الباحثين، الفئران الذين تعاطوا جرعة الـ ٨٠ مجم من CBD لكل كيلو، شهدوا انخفاضًا ملحوظًا لتفشي الفيروس في الرئتين والأنف لدرجة تصل إلى -٤٠ و -٤.٨ طية.

وأخيرا، هناك أدلة على أن هذه التجارب المخبرية على الفئران والخلايا، ستتطور لتجارب بشرية.

Epidiolex هو عبارة عن علاج صيدلي مشتق من CBD ومصرح للوصفات الطبية من قبل هيئة الغذاء والدواء الفيدرالية لمرضى الصرع الذين تصيبهم نوبات بالغة الحدّة.

في مراجعة لـ١٢١٢ مريض في قاعدة بيانات تسمى المجموعة التعاونية الوطنية لكوڤيد، أوضحت أن معدل العدوى بكوڤيد بين الأشخاص الذين يملكون سجلًا طبيًا لتعاطيهم CBD برتبة صيدلية بلغ ٦.٢٪؜، مقارنة بمعدل ٨.٩٪؜ للأشخاص الذين لا يتعاطون CBD، كما كتب الباحثون.

لكن مزايا CBD المقاومة للمرض ظهرت بشكل واضح على الأشخاص الذين تناولوا CBD في نفس اليوم الذي أجروا فيه مسحة كوڤيد-١٩ الطبية. لمجموعة جزئية من المرضى يبلغ عددهم ٥٣١ والذين أخذوا غالبًا ١٠٠ مجم من المركب القنّبي ظهرت فحوصاتهم بنتائج إيجابية بنسبة ٤.٩٪؜ مقارنة بـ ٩٪؜ من بين مجموعة متحكم بها لم تتناول العقار.

للمضي قدمًا، روسنر وزملاؤها يأملون بداية التجارب المخبرية على عينات بشرية في القريب العاجل. بالذات ونحن ننظر إلى مستويات تاريخية طاحنة من العدوى وإيداع المرضى للمستشفيات، تصاعد شتوي مروّع متأجّج بسبب متحور أوميكرون.

"نحن جدا توّاقون لرؤية بعض التجارب على هذا الموضوع تبدأ" أخبرت روسنر خدمات جامعة شيكاغو الإخبارية.

“بالذات ونحن نرى أن الجائحة ليست على وشك الانتهاء في أي وقت قريب،" أضافت روسنر، "تحديد إذا ما كان هذا المستحضر القنّبي، الآمن عمومًا والذي يمكن تحمله بشكل جيّد والذي لا يحمل تأثيرات نفسية، ربما يحتوي على مزايا مضادة لفيروس كوڤيد-١٩، هو أمر في غاية الأهمية"

Previous
Previous

استخدامات نبتة القنب الطبية

Next
Next

تعرف على القنب